مفاهيم خاطئة عن صيانة السيارة
لا شك أن السيارات تحتاج عناية دورية للحفاظ على سلامتها وضمان عملها بكفاءة، لكن هناك بعض المفاهيم القديمة أو الخاطئة التي مازال مالكو السيارات يعتقدون فيها، ما يؤدي إلى تكليفهم أموال باهظة سنوياً دون الحصول على نتيجة جديدة، ومنها:
– استخدام بنزين برقم أوكتان أعلى مفيد لمحرك سيارتك
استخدام البنزين ذو رقم الأوكتان الأعلى، مثل بنزين 91 أو 95 ، يجعل المحرك يعمل بشكل أكثر نعومة، وهذا صحيح مع المحركات عالية الضغط في السيارات الرياضية، لكن ليس للانطلاق بشكل أسرع بل لأن تلك المحركات تقوم بضغط البنزين مع الهواء في موضع المكبس بداخل غرفة احتراق المحرك وأحياناً يسخن البنزين ما ينتج عنه انفجار داخل المحرك ومن ثم اختلال مؤقت فيه. إلا أن الأغلبية العظمى من محركات السيارات العادية لديها ضغط منخفض عن الرياضية لذا فلن يؤثر رقم الأوكتان في نعومة المحرك أو يمنحك مزيد من القوة أو يحسن من استهلاك السيارة للوقود، فرقم الأوكتان مجرد إشارة إلى مدى مقاومة البنزين لحدوث اختلال.
– إعداد السيارة للشتاء
نتيجة الاحتباس الحراري ـ ارتفاع الحرارة صيفاً بشدة وانخفاضها بالمثل شتاء ـ فإن العديد من الميكانيكيين ينصحون بإعداد السيارات للشتاء باستبدال سوائل السيارة بأخرى مقاومة للتجمد، لكن الحقيقة هي أنه باستثناء وضع إطارات مناسبة للجليد ـ إذا كان يوجد في منطقتك ـ وتعديل ضغط الإطارات فإن سيارتك جاهزة للتعامل مع الشتاء القارص، فمثلاً قديماً كان هناك زيت سيارة يناسب كل فصل، لكن في العصر الحديث فإن الزيوت تصنع للعمل في كافة الفصول.
– قم بمعايرة المحرك بانتظام
من الشائع أن معايرة المحرك يساعد على سير السيارة بأعلى أداء ممكن لها وأنه يجب عمل المعايرة بشكل منتظم بواسطة الميكانيكي لإطالة عمر المحرك، لكن الحقيقة هي أن معظم عمليات المعايرة للمحرك ما هي إلا وسيلة باهظة لاستبدال فلتر الهواء وشماعات الإشعال، فمعظم السيارات القديمة تعمل بنظام غير متوازن، حيث أن توقيت الإشعال وخليط الهواء والوقود يحتاج إلى أن تكون في مدى معين حتى تعمل السيارة بكفاءة، لكن السيارة الحديثة يتم التحكم في كل شيء بها بواسطة كمبيوتر السيارة ولا يمكن تغيير أي شيء إلا من خلال شراء شريحة كمبيوتر جديدة، ورغم إنه من الحكمة الذهاب للميكانيكي لفحص السيارة، فإن كمبيوتر المحرك يقوم بفحص المحرك بشكل دائم ويجري تعديلات وتحسينات للحصول على أفضل أداء للسيارة.
– محسنات احتراق الوقود جيدة لمحرك سيارتك
على اعتبار أن الوقود حفريات تعرضت للحرارة الشديدة عبر السنوات لتصبح سائلاً، فإنه يعتبر مليء بالشوائب، لذا كثيراً ما ينصح البعض بإضافة محسنات احتراق الوقود التي تعمل على منع الشوائب من التراكم وسد أنابيب المحرك لتوفر الوقود وتمنعه من التجمد في الطقس البارد، لكن الحقيقة هي أن مصنعي الوقود مجبرين ـ بناءً على القوانين ـ على إضافة منظفات تمنع ترسب أو تجمع الشوائب ما يعني عدم وجود فائدة لإضافة المحسنات، بالإضافة إلى أن الوقود يحتفظ بحالته السائلة حتى -40 درجة مئوية.
– سخن المحرك قبل القيادة
مفهوم خاطئ لدي الكثير يشير إلى ضرورة تسخين محرك السيارة خاصة في الأيام الباردة حتى يصل لدرجة حرارته الطبيعية قبل القيادة وإلا سيدمر المحرك، لكن الحقيقة هي أنك يمكنك الانطلاق بالسيارة بمجرد وضع تشغيل المحرك، والتفسير بسيط، فمعني أن المحرك يعمل فهو يولد طاقة فماذا سيحدث إذا تحركت بها كما يجب، مع ملاحظة أن أجزاء أخرى من السيارة تحتاج إلى أن تسخن مثل ناقل السرعة، وأقراص العجلات وهو ما لا يحدث عن الاكتفاء بتسخين المحرك والسيارة في مكانها، وكذلك فإن البرودة تسبب عدم عمل محفز العادم ما يعني زيادة العادم الملوث للبيئة، لذا من الأفضل التحرك بالسيارة بسرعة متوسطة حتى تسخن أجزاء السيارة وتقلل من تلويثك للبيئة، لكن إذا كانت سيارتك قديمة تحتوي على كاربيتير فمن الأفضل الانتظار حتى تسخن.
– تغيير الزيت كل 3 آلاف ميل
من الخرافات الشائعة أيضاً تغيير الزيت والفلتر كل 3 آلاف ميل لإطالة حياة المحرك، وتعود جذور تلك الفكرة الخاطئة إلى السبعينيات عندما كانت تكنولوجيا الزيت في طور النمو ولم تكن المحركات ناعمة ويمكن التحكم فيها مثل عصرنا الحالي ما كان يجعل تغيير الزيت كل 3 آلاف ميل قاعدة مسلم بها لضمان سلامة المحرك، لكن مع تقدم صناعة الوقت طال عمر زيت السيارة وأصبح يتخطى الثلاثة آلاف ميل التي أصبحت مقدسة منذ ذلك الوقت، ويمكن القول إن سبب استمرار شركات الزيوت في النصح بتغيير الزيت ـ رغم إنه أصبح هناك زيوت صناعية تعمل حتى 15 ألف ميل ـ هو رغبة الشركات في الحصول على المزيد من الأموال. بالتأكيد لن يضر تغيير الزيت بعد 3 آلاف ميل لكن لن يتغير الوضع لو غيرته بعد ألف ميل أو حتى 500 ميل، وإذا كنت ترغب في معرفة وقت تغييره، فعادة محركات السيارات التي صنعت خلال العقد الأخير يكون مكتوباً عليه متى يجب عليك تغيير الزيت وغالباً بعد 7.5 ألف ميل وقد يصل إلى 20 ألف.