نصائح السيارات

Published on December 19th, 2013 | by SellAnyCar.com - Team

الملوثات التي تطلقها السيارة

أثناء السير العادي، تنثر السيارة الجزيئات والغبائر المستقرة على الطريق. كما يفرز بدنها جزيئات دقيقة من نواتج التآكل والصدأ، مثل اوكسيد الحديد والمطاط، وجميعها تؤثر على النسيج الداخلي لرئة الانسان. أضف الى ذلك تطاير ألياف الاسبستوس المسببة للسرطان والناجمة عن احتكاك أقمشة الفرامل أثناء السير.
يعتبر العادم المصدر الرئيسي للملوثات الغازية، الناجمة عن عملية الاحتراق الداخلي غير المكتمل في المحرك تحت ضغط وحرارة شديدين. وتقوم حكومات كثيرة بوضع ضوابط مشددة على تراكيز غازات العادم، وأعدت لهذا الغرض مجموعة من المقاييس البيئية الصارمة لمراقبتها في المصدر وفي الهواء المحيط.
تطلق السيارات اكاسيد النيتروجين (NOx) والهيدروكربونات (HC) والأوزون (O3) التي تتحد في ظروف حرارة ورطوبة معينة لدى تعرضها لأشعة الشمس. وبعد سلسلة من التفاعلات الكيموضوئية يتكون ما يعرف باسم “الضباب الدخاني” الذي يسبب أمراضاً مختلفة تتراوح من الحساسية والتهاب العين والأنف الى السرطان. كذلك ينطلق غاز أول أوكسيد الكربون الشديد السمية، الذي له القدرة على الاتحاد مع الهيموغلوبين في الدم ليحل محل الاوكسيجين مكوناً مركباً يسمى كربوكسي هيموغلوبين، فيمنع الاوكسيجين من الوصول الى الرئتين والقلب. وتزداد خطورته في الأنفاق والمرائب والمواقف المغلقة. وكثيراً ما نقرأ في الصحف عن وفاة أشخاص في سياراتهم داخل مرائب مغلقة، والسبب ترك المحرك دائراً وتسرب غاز أول أوكسيد الكربون الى داخل السيارة فيصل تركيزه الى الحد الذي يسبب الاغماء أو النوبة القلبية، واذا زاد عن 5 في المئة فقد يؤدي الى الوفاة. والخطير فيه أن الانسان لا يشعر باستنشاقه اذ انه عديم اللون والطعم والرائحة.
الرصاص من العناصر السامة، وله تأثير تراكمي شديد السمية على الجهاز العصبي والعظام والامعاء. وتظهر أعراضه عند تراكيز 40 ميكروغرام /100 ليتر من الدم. وترتفع نسبة الرصاص في هواء المدن المزدحمة التي تستخدم سياراتها وقوداً يضاف اليه الرصاص، لرفع رقم الأوكتان وخفض ضوضاء المحرك. اما الآن فتفرض بلدان كثيرة استخدام وقود خال من الرصاص، والاستعاضة عنه بمركب MTBE الهيدروكربوني، بعد جدل طويل بين العلماء حول آثاره البيئية.
في اطار خطة التنمية السادسة، قامت المملكة العربية السعودية منذ مطلع عام 2001 بالتحول الى الوقود الخالي من الرصاص، الذي يتم انتاجه في مصافي شركة أرامكو في رأس تنورة والرياض وجدة وينبع، مع بقاء معدلات الاوكتان عند حدود المستوى العادي 95. وفي خطوة ايجابية أخرى مع مطلع سنة 2007، تم إنزال نوعين من البنزين الممتاز الخالي من الرصاص وهما الممتاز 91 والممتاز 95.
غاز ثاني اوكسيد الكربون المنبعث من العادم نتيجة عملية حرق الوقود يساهم في ظاهرة الدفء العالمي، أو الاحتباس الحراري لأشعة الشمس المنعكسة من الكرة الأرضية، بسبب مقدرة جزيئاته على امتصاص هذه الحرارة. ويشير العلماء الى وجوب تخفيض هذه الانبعاثات.
أما انبعاثات الكلوروفلوروكربون (CFC) المستخدم في المكيّف، فترتفع الى طبقات الجو العليا ولها القدرة على استنزاف طبقة الاوزون التي تحمي سطح الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة بالبيئة والصحة. ولهذا السبب تستخدم بعض السيارات الحديثة مكيفات خالية من غاز الفريون.
التلوث من السيارات يكون عادة على أشده في وسط المدينة، خصوصاً بسبب اختناقات مرورية لآلاف السيارات في موقع يكتظ بالحركة والبنايات العالية التي تحجب التهوئة الطبيعية وتجدد الهواء، مما يساعد على استقرار الملوثات في هذه الناحية من المدينة. وتكثر الدعوات الى تخفيف استخدام السيارات في المدن، خصوصاً في أوقات الذروة.
على سبيل المثال، بلغ التلوث حداً لا يطاق في مدينة مكسيكو سيتي، حيث تنتشر أمراض الجهاز التنفسي والعين بين نسبة كبيرة من السكان. وكذلك الحال في لوس أنجلس التي أصبح الضباب الملوث احدى سماتها، نظراً الى موقعها الجغرافي، فهي محاطة بالجبال العالية مما يساعد في تراكم الملوثات الغازية الى درجة تنعدم معها الرؤية أحياناً وتسبب التهاب العين وأمراض التنفس والحساسية. وليست القاهرة ودمشق ومدن داخلية كثيرة في المنطقة العربية بعيدة عن هذه الصورة.


About the Author



Leave a Reply

Back to Top ↑