أحدث تقنيات اجتياز المنعطفات بسرعة
إذا كنت من هواة السرعة, فلا بد أن اجتياز المنعطفات بسرعة يشكل مصدر سعادة كبيرة لك. هذه الميزة لم تعد حكراً على السيارات الرياضية الفائقة, لأن شركات السيارات العالمية تقوم بتطوير تقنيات جديدة تسمح للسيارات العادية باجتياز المنعطفات بسرعة أكبر.
شركة BMW الألمانية العملاقة زودت سيارتها X6 بنظام Torque Vectoring System وهو أول نظام فعال لتوجيه العزم, يعطي هذا النظام قوة إضافية للعجلة الخارجية عند اجتياز المنعطفات, مما يسمح للسيارة التي تزن 2 طن بالسير بسرعة ورشاقة في الطرقات المتعرجة والضيقة, ويوضح هاينز كروشه الخبير الألماني طريقة عمل النظام بقوله: “مثلما يغير القارب اتجاهه عندما يتم التجديف على أحد الجوانب بقوة, فإن العجلات الخلفية لسيارة BMW X6 تدور بشكل أسرع عند السير في المنعطفات”.
أما الشركات الأخرى فتعتمد على نظام تعزيز اتزان السيارة (ESP), الذي يقوم, بخلاف النظام الفعال لتوجيه العزم, على إبطاء سرعة العجلة الداخلية بالنسبة للمنعطف, ولهذا النظام تأثير مماثل للنظام الفعال, إلا أن إبطاء السرعة لا يناسب طبيعة السيارات الرياضية, لذلك قدمت شركة فولكس فاغن سيارتها Golf GTI مع نظام فعال يقوم بقفل تفاضلي يتم التحكم فيه الكترونياً, الجزء الأساسي لهذا النظام هو قابض شرائحي, تقوم وحدة التحكم عن طريقه بتنظيم عملية توزيع القوة بين العجلات, وبالتالي يمكن توجيه القوة نحو العجلة الخارجية بكل سلاسة, حتى انه يعطي كامل القوة للعجلة الخارجية عندما تفقد العجلة الداخلية الالتصاق بأرض الطريق, وهذا النظام أثبت نجاحه وتمكنت السيارة Golf GTI من اجتياز المنعطفات بسرعة كبيرة.
هذه التقنيات ليست حكراً على السيارات العادية, بل تم اعتماده أيضاً من قبل بعض مصنعي النماذج الرياضية, كشركة بورشه التي قدمت نظام توجيه المحور الخلفي في سيارتها GT3 والتربو من الأيقونة الرياضية 911, تتيح هذه التقنية توجيه العجلات الخلفية للداخل حسب السرعة.
ويقول المتحدث الإعلامي باسم شركة بورشه هولغر إيكهارت, أنه عند السير بسرعة منخفضة تحدث زاوية التوجيه بشكل عكسي على المحور الأمامي, مما يتيح توجيه السيارة بشكل أسهل, ويزيد قدرة السائق على المناورة, أما عند السير بسرعة كبيرة, يعمل المحورين الأمامي والخلفي بنفس الاتجاه, مما يساعد على زيادة اتزان وثبات السيارة عند الانطلاق بسرعات عالية.
أما في السيارات الكهربائية, فالإمكانيات والتقنيات مختلفة تماماً, فمثلاً تقوم شركة فورد بتطوير سيارة فيستا المزودة بمحركات كهربائية مركبة في العجلات, ويقول المهندس روغر غراف: “من حيث المبدأ يمكن تشغيل بعض المحركات في الاتجاه المعاكس, وبالتالي يمكن أن تدور السيارة في مكانها كالمركبات المجنزرة”.
أما مدير التطوير في شركة مرسيدس أيه إ مجي توبياس مورس: في سيارة مرسيدس SLS electric drive يمكن برمجة المحركات الأربعة حتى تصبح عملية التوجيه لا داعي لها تقريباً, حيث يمكن التحكم بكل عجلة بشكل مستقل تماماً, وإعطاء قوة تجعل العجلات الخارجية تدور بشكل أسرع من الداخلية, والعجلات الخلفية بشكل أكبر من العجلات الأمامية, مما يسمح للسيارة باجتياز المنعطفات بسرعة أكبر.
وخير مثال على الاستفادة من نظام التوجيه الإلكتروني للعزم في سباقات السيارات, هو إحدى سيارات رينج روفر سبورت, التي حققت رقماً قياسياً جديداً للسيارات القياسية على حلبة السباقات الجبلية Pikes Peak بولاية كولورادو الامريكية, ويقول المتسابق أن هذا النجاح يعود إلى سهولة اجتياز 156 منعطف بسرعة كبيرة.