مرسيدس خطوة للأمام باتجاه اعتماد الوقود الهيدروجيني
أعلنت مرسيدس بنز أنها تسعى لإنتاج سيارة صغيرة تعمل بوقود الهيدروجين في عام 2017 وسيتم تزويد هذه السيارة (التي تم إعطاء لمحة سابقة عنها من خلال سيارة B-كلاس( F cell- بمحرك جديد كلياً تم تطويره طبقاً لاتفاق تعاون بين شركات دايملر، ورينو-نيسان وفورد.
وسيتم تثبيت خلية وقود تحت مقاعد الركاب يتم من خلالها إنتاج الكهرباء عبر مزج الهيدروجين بالأكسجين، ومن ثم تقوم بإرسال هذه الكهرباء إلى مولد كهربائي مثبت على المحور الأمامي.
وستستغرق خزانات الهيدروجين (المصنوعة من ألياف الكربون والمثبتة أسفل السيارة) حوالي ثلاث دقائق لتمتلئ وتخزن ما يكفي من الوقود لتحقيق مدى قيادة يبلغ 399 كيلومتراً. أما الكهرباء الزائدة فسيتم حفظها في بطارية ليثيوم أيون ومن ثم توجيهها مرة أخرى إلى المحور الأمامي عند الحاجة لمزيد من الطاقة.
ويواجه الهيدروجين كثير من العقبات في طريق اعتباره بديلاً عملياً للوقود التقليدي، وستعمل الحكومة الألمانية على تشجيع الاهتمام بهذا النوع من السيارات بين المشترين من خلال إضافة 385 محطة وقود هيدروجين في أنحاء البلاد، وهي زيادة ضخمة إذا ما قورنت بعدد المحطات الموجودة حالياً والتي يبلغ عددها 15 محطة في ألمانيا كلها.
ولا تزال مرسيدس تعمل على تطوير المحرك من خلال الحصول على بيانات من أسطول من سيارات B-كلاس F-سيل التجريبية التي يبلغ عددها 300 سيارة يتم قيادتها على مدار السنة في جميع أنحاء العالم. ووفق ما تم الإعلان عنه، فإنه توجد من هذه السيارات التجريبية 70 سيارة في الولايات المتحدة قطعت ما يزيد عن مليون وستمائة ألف كيلومتر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ووفرت بذلك نحو 113 ألف لتر من البنزين.
ولن تكون مرسيدس هي الشركة الأولى التي تبيع سيارات هيدروجين منتظمة الإنتاج. فشركة تويوتا تعمل وفق تعاون مع بي إم دبليو على إنتاج سيارتها الهيدروجينية الأولى عام 2015.
لنأخذ مثالاً عملياً يوضح لنا أهمية خلية الوقود التي تعمل بالهيدروجين. فعندما يصبح لديك سيارة تعمل بخلايا الوقود فأنت بالتأكيد تمتلك محطة توليد كهرباء متنقلة تستطيع توليد 25 كيلو واط من الكهرباء، ودعنا نتخيل ما سيحدث في المستقبل القريب عندما تذهب إلى العمل بواسطة سيارتك المجهزة بالخلايا الهيدروجينية، فبدلاً من تركها بساحة الانتظار مهدراً للوقت والمكان بدون فائدة، ما عليك إلا توصيلها بمخرج الغاز الطبيعي الموجودة بالمبنى، وعند انتهاء الدوام تستقل سيارتك بعد شحنها وهي محملة بحوالي 25 كيلو واط من الكهرباء التي تصلح لتشغيل السيارة أو لإضاءة أو تدفئة أي مكان آخر، وتشير الإحصائيات الحديثة أن السيارات تقف بأماكن الانتظار بدون حركة لأكثر من 96% من إجمالي الوقت، وبالتالي يمكن الاستفادة القصوى من هذا الوقت الضائع في شحن السيارات بالهيدروجين وتحقيق الأرباح أيضاً.