مستقبل القيادة الذاتية للسيارة
السيارات ذاتية القيادة أبرز مظاهر التعاون التكنولوجي بين شركات السيارات من ناحية، وشركات التكنولوجيا المتقدمة من ناحية أخرى حيث تنفق الشركات مئات الملايين من الدولارات في هذا المجال المتوقع أن يرى النور خلال الأعوام القليلة المقبلة.
ويعمل العديد من كبار مُصنعي السيارات على تصميم سيارات قادرة على القيادة الذاتية بشكلٍ كامل، دون أي حاجة لتدخل الإنسان، مثل شركة «بي إم دبليو»، التي كشفت أن سيارتها ذاتية القيادة ستكون جاهزة للقيادة على الطرقات بشكل رسمي خلال أقل من عقد من الزمن وكانت شركات أخرى مثل: «فورد»، و«جنرال موتورز»، و«تويوتا» و«نيسان»، و«فولفو»، و«أودي» كشفت عن اختباراتها في مجال تصنيع سيارات ذاتية القيادة.
وتقوم فكرة القيادة الذاتية على أن السيارة يمكن أن تنقل نفسها من النقطة ألف إلى باء ، ولكن يتم تجهيزها بعجلة قيادة ، بحيث يستطيع الركاب تولي القيادة إذا أراد , و للتأكد من أن عجلة القيادة ليست عائقا فإنه يمكن ببساطة الانزلاق إلى وسط لوحة القيادة بنفس الفكرة الموجودة على الطائرات النفاثة الحديثة.
من جهة أخرى فقد كشفت دراسة تسويقية أجريت مؤخراً أن أفضل عشر سيارات على مستوى العالم في عام 2014 من الناحية التكنولوجية ستكون مزودة برادارات وأجهزة استشعار وكاميرات وإضافات تقنية أخرى تساعد على القيادة الآمنة ولكنها لن تصل إلى حد الاستغناء عن السائق والوصول إلى مرحلة القيادة الذاتية.
كما أن شركة «كونتيننتال» الألمانية لمكونات السيارات شككت أن يكون عصر السيارة ذاتية القيادة بات قريباً، إذ ذكرت بعد أسابيع معدودة من تجارب القيادة الآلية بالكامل التي أجرتها في مقرها بمدينة فيتسه (شمال هانوفر)، أن أمام تقنية القيادة الآلية للسيارات ( طريقاً شاقاً وطويلاً).
وقد استعانت الشركة في تجاربها بدمية تلامس قدماها الأرض وتتدلى بشكل منتظم من كابل معلق بعرض الطريق في حلبة الاختبارات، بحيث تصطدم بها باستمرار سيارات مسرعة غير عادية يجلس فيها السائق خلف عجلة القيادة دون أن يقوم بأي نشاط من أعمال القيادة.
واستناداً إلى الشركة الألمانية، فقد أظهرت تجاربها أن الدمية تتلقى صدمات عنيفة من غطاء محرك السيارات على الرغم من أن معظم هذه السيارات تستعمل المكابح أو تحاول تجنب الاصطدام بالدمية.
وتشير إحصاءات الهيئة الوطنية لسلامة الطرق في الولايات المتحدة إلى أن 40 بالمئة من الحوادث المميتة تنجم عن تعاطي السائق للكحوليات أو المواد المخدرة بالإضافة إلى وقوعه تحت تأثير الإجهاد أو تشتت التركيز، ونظراً إلى أن أجهزة الكمبيوتر لا تتأثر بأي من هذه العوامل، فإن استخدام السيارات ذاتية القيادة يمكن أن تقلل بشكل كبير من ضحايا حوادث السيارات، حيث يمكنها التنبؤ بظروف الطريق واستشعار العناصر المحيطة بها مع إمكانية تفاديها بشكل آمن ودون تدخل من السائق حسبما خلصت الدراسة.