استخدام الشبكات الحديثة لزيادة الأمان والكفاءة المرورية
تعتبر صناعة السيارات من أكثر الصناعات العالمية سرعة في التطور ودخول التقنيات الجديدة يومياً, من تقنيات الرفاهية والتواصل إلى تقنيات الأمان والسلامة, وتدخل شركات صناعة السيارات الكبرى بمنافسات حادة ودائمة لتكون السباقة في استخدام هذه التقنيات وتطويرها.
ومن أحدث هذه التقنيات تقنيات الشبكات الجديدة, والتي تسمح باتصال السيارات مع بعضها ضمن نطاق اتصال قريب, تستخدم لتحذير السائق في الحالات الطارئة, كوجود ازدحام مروري بعد منعطف, أو سيارات قادمة بعكس السير, مما يقلل من حوادث السير ويجعل القيادة أكثر أماناً. إلا أن الوقت لا يزال مبكراً لاستخدام هذه التقنيات على نطاق واسع.
ومن المتوقع أن تظهر أولى السيارات المزودة بالشبكات اللاسلكية WLAN في عام 2015 بحسب معهد فراونهوفر للأنظمة المدمجة وتقنيات الاتصالات ESK الألماني, كما توقع أن تظهر السيارات المزودة بمعيار الاتصالات الجوالة العامل على شبكات الجيل الرابع فائقة السرعة LTE هذا العام.
وقال رئيس مجموعة العمل في المعهد المسؤولة عن تطوير تقنية اتصال السيارات أن شركات السيارات وقعت على مذكرة تفاهم لطرح السيارات الأولى المزودة بمعيار ITS-G5 الخاص بالشبكة اللاسلكية WLAN على أساس 5.9 غيغاهيرتز خلال عام 2015 ضمن باقة الموديلات القياسية. وهي تقنية جيدة لخدمات “السلامة الفعالة”, وتعتمد هذه التقنية على اتصال السيارات مع بعضها بشكل لامركزي ودون التحويل عبر المخدمات “السيرفر”, بهدف تحذير السائقين في حال وجود أي مخاطر غير متوقعة على الطريق, كالإزدحامات وحوادث السير, وحتى آثار الزيوت المتسربة على الطرقات. كما تسمح هذه التقنية باتصال السيارات مع إشارات المرور لتحسين الكفاءة المرورية وانسيابيتها.
إلا أن هذه التقنيات لن تصبح فعالة ولن تجعل حركة المرور أكثر أماناً وانسيابية إلا إذا كانت هناك سيارات مزودة بهذه التقنيات بأعداد كافية, ويرى بعض الاختصاصيين أن نسبة هذه السيارات يجب ألا تقل عن 10%, حتى أن بعض الخبراء يتوقع أن هذه النسبة يجب أن تصل إلى 20% كحد أدنى. كما يجب تطوير البنية التحتية للطرق والمواصلات, وتجهيز إشارات المرور بالتقنيات اللازمة, وهذه تكاليف كبيرة يجب على جهة ما تحملها.
بالمقابل تقدم شركة “أودي” أحد الحلول المتكاملة الذي يقوم على تزويد السيارات بمعيار الاتصالات الجوالة على شبكات الجيل الرابع LTE. ويرى رئيس مجموعة العمل في معهد فراونهوفر الألماني أن هذا المعيار يصلح كما المعيار السابق لتقنية Car-to-X, ويمكن أن يسمح باتصال السيارات مع بعضها ومع إشارات المرور, لكن شركات السيارات استخدمته لتحسين الخدمات المرورية عبر الانترنت, وتطوير عروض المعلومات والترفيه في السيارات, دون اتصال السيارات مع بعضها البعض, بل ترتبط بشبكات شركة السيارات, حيث تقدم شركة “أودي” مثلاً معلومات الطرق وحركة السير والحالة المرورية إلى سائقي سياراتها عبر مخدمها الخاص. كما تبذل شركة “بي ام دبليو” جهودا كبيرة في هذا المجال, وتقدم حالياً راوتر إضافي يسمح باتصال ثمانية أجهزة جوالة داخل السيارة بالانترنت.
وأوضح رئيس مجموعة العمل في معهد فراونهوفر الألماني أنه يمكن للسيارات المجهزة بمعيار LTE أو WLAN في المستقبل أن تختار التقنية الأفضل للاتصال تبعاً للموقف, ويمكن أن تكون هناك طريقة هجينة تعتمد على التقنيتين, حيث يستخدم معيار LTE عند نقل البيانات بمعدلات عالية, كالإبلاغ عن الازدحام المروري, أو التخطيط للرحلات, وتستخدم الشبكة اللاسلكية WLAN في الحالات الحرجة التي ترتبط بالمحيط.